الهجرة إلى المدينة الهجرة إلى المدينة
قال تعالى

﴿الشيطان يعِدُكم الفقر﴾[البقرة:٢٦٨] الخوف من الفقر من أهم أسلحة الشيطان، ومنه استدرج الناس إلى أكل الحرام، ومنعهم من الإنفاق الواجب .

قال صلى الله عليه وسلم

«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

في الموقع

قسم فريد يحتوي سور القرآن الكريم بأصوات العديد من القراء فتصفح واستمع و انشر كتاب الله وآياته

قال تعالى

﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا﴾[البقرة: ٢٦٨] قدَّم المغفرة لأنها أغلى جائزة، وهي مفتاح باب العطايا التي تحول دونها الذنوب.

السيرة النبوية > الهجرة إلى المدينة

0.00

الهجرة إلى المدينة

الهجرة إلى المدينة :

بعد بيعة العقبة بين الرسول – صلى الله عليه و سلم – و الأنصار تسرب الخبر إلى أهل مكة و بدأت طلائع المهاجرين تصل إلى المدينة من مكة و كان ممن هاجر عمار و بلال و سعد و عمر بن الخطاب و غيرهم كثير ، و هنا عرفت قريش أن الرسول و أصحابه قد أصابوا منعة عند قوم آخرين فأرادوا أن يستأصلوا شأفة المسلمين فبدأت المؤتمرات و بدأت المؤامرات للنيل من الرسول – صلى الله عليه و سلم –  و بقي الرسول ينتظر أمر ربه بالهجرة إلى المدينة ، يقول ابن اسحاق : لما رأت قريش أن رسول الله قد صارت له شيعة و أصحاب من غيرهم بغير بلدهم ، و رأوا خروج أصحابه من المهاجرين إليهم ، عرفوا أنهم قد نزلوا داراً و أصابوا منهم منعة ، فحذروا خروج النبي إليهم و عرفوا أنه قد أجمع لحربهم . فاجتمعوا له في دار الندوة و هي دار قصي بن كلاب التي كانت قريش لا تقضي أمراً إلا فيها يتشاورون فيها ما يصنعون في أمر رسول الله حين خافوه .
و على الباب كان إبليس قد تنكر بزي شيخ من نجد ينتظرهم ليشور عليهم برأيه ، فسألوه من الشيخ ، قال : شيخ من نجد و قد سمعت ما أنتم مجتمعين له و أرجو أن لا اعدمكم الرأي ، فأشار عليهم بأن يختاروا من كل قبيلة فتىً جلداً لينقض هؤلاء على الرسول – صلى الله عليه و سلم – فيضيع دمه بين القبائل .
و هنا نرى أن قريشاً تخطط للايقاع برسول الله و رسول الله يخطط للنجاة منهم ، و في هذه الأثناء أُذن للرسول بالهجرة ، و قد اجتمع كفار قريش لقتل الرسول ، و خرج الرسول من بينهم و ذرى على وجوههم التراب و كان اول فدائيٍ في الاسلام علي بن أبي طالب حين نام في فراش الرسول – صلى الله عليه و سلم – و الآن أترككم و نقلته ام المؤمنين عائشة في أمر الهجرة برواية البخاري : لم أعقل أبوي قط إلا و هما يدينان الدين و لم يمر علينا يوم إلا يأتينا فيه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – طرفي النهار بكرة و عشية .
قال ابن شهاب : قال عروة : قالت عائشة : فبينما نحن يوما جلوس في بيت أبي بكر في نحر الظهيرة قال قائل لأبي بكر : هذا رسول الله – صلى الله عليه وسلم متقنعا في ساعة لم يكن يأتينا فيها، فقال أبو بكر :فداء له أبي و أمي و الله ما جاء به في هذه الساعة إلا أمر ، قالت: فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فاستأذن فأذن له فدخل فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – لأبي بكر : ( أخرج من عندك ) فقال أبو بكر : إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله ، قال : ( فإني قد أذن لي في الخروج ) ، فقال أبو بكر : الصحابة بأبي أنت يا رسول الله ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم 🙁 نعم ) قال أبو بكر :فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين، قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : بالثمن ، قالت عائشة : فجهزناهما أحث الجهاز و صنعنا لهما سفرة في جراب فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها فربطت به على فم الجراب فبذلك سميت ذات النطاقين ، قالت : ثم لحق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و أبو بكر بغار في جبل ثور فكمنا فيه ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر و هو غلام شاب ثقف لقن فيدلج من عندهما بسحر فيصبح مع قريش بمكة كبائت فلا يسمع أمراً يكتادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام و يرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء فيبيتان في رسل و هو لبن منحتهما و رضيفهما حتى ينعق بها عامر ابن فهيرة بغلس يفعل ذلك في كل ليلة من تلك الليالي الثلاث و استأجر رسول الله – صلى الله عليه وسلم – و أبو بكر رجلاً من بني الديل و هو من بني عبد بن عدي هادياً خريتاً – و الخريت الماهر بالهداية – قد غمس حلفا في آل العاص بن وائل السهمي و هو على دين كفار قريش فأمناه فدفعا إليه راحلتيهما وواعداه غار ثور بعد ثلاث ليال براحلتيهما صبح ثلاث و انطلق معهما عامر بن فهيرة و الدليل فأخذ بهم طريق الساحل .
و سمع المسلمون بالمدينة مخرج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من مكة فكانوا يغدون كل غداةٍ إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوماً بعد ما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر إليه فبصر برسول الله – صلى الله عليه وسلم – و أصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته : يا معاشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون ، فثار المسلمون إلى السلاح فتلقوا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف و ذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الاول ، فقام أبو بكر للناس و جلس رسول الله صامتاً فطفق من جاء من الأنصار ممن لم ير رسول الله يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله فأقبل أبو بكر حتى ظلّل عليه بردائه ، فعرف الناس رسول الله عند ذلك ، فلبث – صلى الله عليه و سلم – في بني عمر بن عوف بضع عشرة ليلة و أُسس المسجد الذي أسس على التقوى و صلى فيه الرسول ثم ركب راحلته فسار يمشي معه الناس حتى بركت عند

مسجد الرسول بالمدينة و هو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين ، و كان مربداً للتمر لسهيل و سهل غلامين يتيمين في حجر أسعد بن زرارة ، فقال رسول الله حين بركت به راحلته : ( هذا ان شاء الله المنزل ) ثم دعا رسول الله الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجداً فقالا : لا بل نهبه لك يا رسول الله ، فأبى رسول الله أن يقبله منهما هبة حتى ابتاعه منهما ثم بناه مسجداً و طفق رسول الله ينقل معهم اللبن في بنيانه و يقول :
اللهم إن الأجر أجر الاخرة
فارحم الأنصار و المهاجرة
و قال ابن شهاب : فتمثل بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي .


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS قـراء مـديـنـة القل

يمكنكم الاستفادة من محتوى الموقع لأهداف بحثية أو دعوية غير تجارية جميع الحقوق محفوظة لشبكة القل الإسلامية