حكم الاستنابة على بضاعةٍ عند حضور صلاة الجماعة حكم الاستنابة على بضاعةٍ عند حضور صلاة الجماعة
قال تعالى

﴿الشيطان يعِدُكم الفقر﴾[البقرة:٢٦٨] الخوف من الفقر من أهم أسلحة الشيطان، ومنه استدرج الناس إلى أكل الحرام، ومنعهم من الإنفاق الواجب .

قال صلى الله عليه وسلم

«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

في الموقع

قسم فريد يحتوي سور القرآن الكريم بأصوات العديد من القراء فتصفح واستمع و انشر كتاب الله وآياته

قال تعالى

﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا﴾[البقرة: ٢٦٨] قدَّم المغفرة لأنها أغلى جائزة، وهي مفتاح باب العطايا التي تحول دونها الذنوب.

فتاوى  الشيخ أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس > حكم الاستنابة على بضاعةٍ عند حضور صلاة الجماعة

0.00

الفتوى رقم: ٢٩٥
الصنف: فتاوى الصلاة – صلاة الجماعة
في حكم الاستنابة على بضاعةٍ عند حضور صلاة الجماعة

السؤال:
أعمل في السوق أنا وصديقي وإذا حضر وقتُ الصلاةِ يبقى واحدٌ منَّا يبيع، فما الحكم في ذلك؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالله تعالى أباحَ لنا الأموالَ والأولاد، لكِنْ شريطةَ أَنْ لا تكون مانعةً مِنَ القيام بالحقوق ولا صادَّةً عن أداء الواجبات؛ لقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ ٩﴾ [المنافقون]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧﴾ [النور]؛ فينبغي أَنْ يحرص ـ هو وغيرُه ـ على صلاة الجماعة لِمَا فيها مِنَ الفضل العميم، لكِنْ إذا كان حالَ بينه وبين صلاة الجماعة مانعٌ يخشى أَنْ يرتِّب على نفسه أو على أموالِه مفسدةً أو كان له أشغالٌ تمنعه منها جاز له أَنْ يصلِّيَ في رحلِه، مع المحافظة على صلاة الفجر والعصر في المسجد ومع الجماعة ـ إِنْ لم يُحْرَج ـ فقَدْ صحَّ الحديثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ فَضَالَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: عَلَّمَنِى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ فِيمَا عَلَّمَنِي: «وَحَافِظْ عَلَى الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ»، قَالَ: قُلْتُ: «إِنَّ هَذِهِ سَاعَاتٌ لِي فِيهَا أَشْغَالٌ؛ فَمُرْنِي بِأَمْرٍ جَامِعٍ إِذَا أَنَا فَعَلْتُهُ أَجْزَأَ عَنِّي»، فَقَالَ: «حَافِظْ عَلَى العَصْرَيْنِ»، وَمَا كَانَتْ مِنْ لُغَتِنَا فَقُلْتُ: «وَمَا العَصْرَانِ؟» فَقَالَ: «صَلَاةٌ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَصَلَاةٌ قَبْلَ غُرُوبِهَا»(١)، وعليه أَنْ يحرص على كُلِّ ما ينفعه وخاصَّةً أمر الصلاة؛ فلا يعوِّد نَفْسَه على التخلُّف عن جماعة المسلمين في المسجد، بل يعمل ـ مستعينًا بالله ـ على حفظ الدِّين قولًا وعملًا وسلوكًا وأخلاقًا مِنْ غيرِ عجزٍ ولا فتورٍ؛ لقوله صلَّى الله عليه وسلَّم: «احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلَا تَعْجَزْ»(٢).
أمَّا الشخص المتروك على البضاعة التي يحرسها له فينبغي عليه أَنْ ينبِّهه على أمرِ صلاة الجماعة لئلَّا يكون هو سببًا في تركِه لها، وإِنْ كان لا يصلِّي فينبِّهُه على عِظَمِها وخطورةِ تضييعها، فإِنْ كان يصلِّي فعلى الأقلِّ أَنْ يصلِّيَ بالتناوب معه؛ إذ ما لا يُدْرَك كُلُّه لا يُتْرَك جُلُّه.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ١٤ رمضان ١٤٢٦ﻫ
المـوافق ﻟ: ١٧ أكتوبر ٢٠٠٥م
المفتي : أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس – المصدر : الموقع الرسمي للشيخ محمد علي فركوس


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS قـراء مـديـنـة القل

يمكنكم الاستفادة من محتوى الموقع لأهداف بحثية أو دعوية غير تجارية جميع الحقوق محفوظة لشبكة القل الإسلامية