حكم مشروبات «بيرقولد» حكم مشروبات «بيرقولد»
قال تعالى

﴿الشيطان يعِدُكم الفقر﴾[البقرة:٢٦٨] الخوف من الفقر من أهم أسلحة الشيطان، ومنه استدرج الناس إلى أكل الحرام، ومنعهم من الإنفاق الواجب .

قال صلى الله عليه وسلم

«خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»

في الموقع

قسم فريد يحتوي سور القرآن الكريم بأصوات العديد من القراء فتصفح واستمع و انشر كتاب الله وآياته

قال تعالى

﴿وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا﴾[البقرة: ٢٦٨] قدَّم المغفرة لأنها أغلى جائزة، وهي مفتاح باب العطايا التي تحول دونها الذنوب.

0.00

الفتوى رقم: ١٨٠
الصنف: فتاوى الأشربة والأطعمة – الأشربة
في حكم مشروبات «بيرقولد»

السؤال:
لقد ظَهَرَ ـ في المدَّةِ الأخيرة ـ نوعٌ مِن المشروبات التي تُسمَّى ﺑ: (bière gold)، ويقال: إنَّها خاليةٌ مِن المادَّة الكحولية؛ فكَثُرَ فيها الكلامُ، وأَشْكَلَ على كثيرٍ مِن الناس حُكْمُ شُرْبِها أو بَيْعِها؛ فنرجو منكم أَنْ تُبيِّنُوا لنا الحُكْمَ في هذه المسألة، وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالمقرَّرُ في تحريم الخمر إنَّما هو لإسكارها، والسُّكْرُ عِلَّةُ التحريم، وهو يدور معها وجودًا وعدمًا؛ فمتى وُجِدَ الإسكارُ وُجِدَ التحريمُ، وإذا انتفى ينتفي معه الحكمُ؛ فإنَّ عصيرَ العنبِ وغيرِه قبل تَخَمُّرِه وحلولِ الإسكار فيه يجوز شُرْبُه، وإذا تَخَمَّرَ حَرُمَ، ثمَّ إذا تَخَلَّلَ انتفى عنه حكمُ التحريم لِتَغيُّرِ حقيقته وزوالِ الإسكار عنه، وهذا حكمٌ عامٌّ لسائر المشروبات التي يَطْرَأُ عليها الإسكارُ فيُحَرِّمُها وإلَّا فلا.
فالمذكور في السؤال لا يخرجُ حكمُه عمَّا ذَكَرْنا؛ لانتفاءِ الإسكار عنه؛ فهو ـ مِن حيث ذاتُه ـ جائزٌ، غير أنَّه لمَّا كان هذا المشروبُ مشتهرًا عند العامَّةِ أنه يُسْكِرُ مُتعاطِيَه أوَّلًا، ولمَّا كانَتْ خشيةُ تهمةِ المسلمِ لاصقةً بعدالتِه إذا ما شَرِبَهُ عِيانًا ثانيًا، أو شَرِبَه تمثيلًا ومُحاكاةً لشاربِ الخمر المُسْكِرِ ثالثًا؛ فإنه يُمْنَعُ مِن ذلك سدًّا لذريعة التهمة، ودفعًا لِما يخطر بباله مِن المَفاسِدِ التي قد تُؤثِّرُ على سلوكه.
فالحاصل أنَّه لا تحريمَ يَرِدُ على هذا المشروبِ بالنظر إلى خُلُوِّه مِن مُسْكِرٍ في الأصل، وإنَّما المنعُ قد يَرِدُ عارضًا مِن بابِ سَدِّ الذرائع، وحَمْلِ الناس على الصلاح، وإبعادِهم عن التهمة. وتجنُّبُ النفسِ الوساوسَ الشيطانية أمرٌ واجبٌ لئلَّا يقع في مَصايِدِ وشِراكِ الشياطين والنفسِ الأمَّارة بالسوء.
والعلم عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلَّم تسليمًا.
الجزائر في: ٢٨ جمادى الثانية ١٤١٨ﻫ
الموافق ﻟ: ٣٠ أكتوبر ١٩٩٧م
المفتي : أبي عبد المعزِّ محمَّد علي فركوس – المصدر : الموقع الرسمي للشيخ محمد علي فركوس


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS قـراء مـديـنـة القل

يمكنكم الاستفادة من محتوى الموقع لأهداف بحثية أو دعوية غير تجارية جميع الحقوق محفوظة لشبكة القل الإسلامية