نزول الوحي نزول الوحي
قال تعالى

﴿الشيطان يعِدُكم الفقر﴾[البقرة:٢٦٨] الخوف من الفقر من أهم أسلحة الشيطان، ومنه استدرج الناس إلى أكل الحرام، ومنعهم من الإنفاق الواجب .

السيرة النبوية > نزول الوحي

0.00

نزول الوحي

كيف نزل الوحي على رسول الله – صلى الله عليه و سلّم – ؟

لم يكن النبي – صلى الله عليه و سلم – في عزلته و تعبده ينتظر النبوة ، بل لم تخطر في باله كما قال الله تعالى في كتابه العزيز : ( و كذلك أوحينا اليك روحاً من امرنا ، ما كنت تدري ما الكتاب و لا الإيمان و لكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا و إنك لتهدي الى صراط مستقيم ) .
بعث النبي و عمره أربعون عاماً كما في الصحيحين و كان ذلك في شهر رمضان و قد جاور في الغار تلك السنة شهراً كاملاً .
عن عائشة رضي الله عنها قالت : أول ما بُدِئ به رسول الله – صلى الله عليه و سلم – من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح ، ثم حُبِّب إليه الخلاء ، فكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى اهله و يتزود لذلك ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها . حتى جاءه الحق و هو في غار حراء .

فجاءه الملك فقال : اقرأ ، قال : ما أنا بقارئ . قال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني . فقال : اقرأ . قلت : ما أنا بقارئ . فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني . فقال : اقرأ . فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ و ربك الأكرم )
فرجع الرسول بها الى خديجة رضي الله عنها يرتجف قلبه فقال : زملوني زملوني ، فزملوه حتى ذهب الخوف و الرعب عنه ، فقال لخديجة و قد أخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي .
فما كان من أم المؤمنين إلّا أن طمئنت قلبه بكلمات من ذهب فقالت : كلا و الله لا يخزيك الله أبداً . إنك لتصل الرحم ، و تحمل الكل ، و تكسب المعدوم ، و تقري الضيف ، و تعين على نوائب الدهر .
ثم أخذته الى ورقة بن نوفل ابن عمها و كان قد تنصر في الجاهلية و يكتب الانجيل بالعبرية و كان شيخاً كبيراً قد عمي .
فقالت له خديجة : يا ابن عم اسمع من ابن أخيك . فقال له ورقة : يا ابن اخي ماذا ترى ، فأخبره الرسول بالخبر ، فقال له ورقة : هذا الناموس الذي أنزل الله على موسى يا ليتني فيها جذعاً ، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك . فقال الرسول – صلى الله عليه و سلم – : أَوَ مخرجيَّ هم !؟ قال : نعم ، لم يأت رجل قط بما جئت به إلا و عودي ، و إن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً . ثم لم ينشب ورقة أن توفي .


لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

RSS قـراء مـديـنـة القل

يمكنكم الاستفادة من محتوى الموقع لأهداف بحثية أو دعوية غير تجارية جميع الحقوق محفوظة لشبكة القل الإسلامية