الإسلام بين الشرق والغرب
استطاع -علي عزت بيجو فيتش- بقدرته التحليلية في هذا الكتاب أن يطلع القارئ على حقائق عن الإسلام ومؤسساته وتعاليمه لم تجذب انتباه أحد من ذي قبل. ويتسق منهجه التحليلي في تقصي الحقائق مع هدفه الذي عبر عنه بقوله- لكي نفهم العالم فهمًا صحيحًا لا بد أن نعرف المصادر الحقيقية للأفكار التي تحكم هذا العالم وأن نعرف معانيها- وللمؤلف أفكار مفاهيم جديدة ويستخدم مصطلحات مألوفة في معان جديدة غير مألوفة.
فهو مثلاً عندما يتحدث عن “الدين” لا يشمل بهذا المصطلح الإسلام، وإنما يقصره على مفهومه عند الغربيين سواء من الذين اتبعوه أو الذين هدموه. فهو تعبير عن علاقة شخصية تأملية بين الإنسان وبين ربّه ولا شأن له بالدنيا أو بأمور الحياة، وعندما يتحدث عن الإسلام، فإنه يتحدث عنه في إطار الفكرة الجديدة التي ابتدعها وهي فكرة “الوحدة ثنائية القطب” التي تضم في مركب جديد القضيتين المتصادمتين المنفصلتين في العقل الغربي، أولاهما: الروح والمادة، السماوي والأرضي، الانساني والحيواني، الدين والدنيا، هذه الثنائية الكامنة في طبيعة الإسلام هي التي مكنته من أن يجمع بين المتناقضين في كيان واحد. ويؤكد المؤلف بتحليلاته الوثيقة أن الفشل الذي أصاب الأيديولوجيات الكبرى في العالم، إنما يرجع إلى نظرتها إلى الإنسان والحياة نظرة “أحادية الجانب” شطرت العالم شطرين متصادمين بين مادية ملحدة وكاثوليكية مغرقة في الأسرار، ينكر كل واحد منهما الآخر ويدينه بلا أمل في التلاقي وال.
ولكن المؤلف خلال تحليله للفكر الغربي-يقع على نموذج تتميز فيه محاولة للتركيب بين النقيضين، وقد وجد ذلك متمثلاً في تقاليد الفكر الإنكليزي بصفة خاصة وفي دول أوربا بصفة عامة، مسماه (الطريق الثالث خارج الإسلام) وعقد له فصلاً خاصًا في نهاية الكتاب. ويرى المؤلف في هذا الاتجاه سعيًا نحو ما يسميه “الإسلام الفطري” وإن كان دون قصد أو وعي. ولكنه يشير إلى حقائق تاريخية ذات دلائل هامة حيث يتتبع أصول الفكر الإنجليزى منذ “روجر بيكون” وينسبها إلى أصول إسلامية لا يمكن إنكارها. إن منهج “علي عزت” وتحليله لمفاهيم أخرى خلال القسم الأول من الكتاب أوصله إلى حقائق ربما تصدم القارئ لأول وهلة. بل إنه يتطرق إلى موضوعات ربما إبقاء القارئ العربي أن يطرحها جانبًا وهو يتناول قضية الدين ولكن علي عزت بنظرته الثاقبة يكشف عن عناصر دينية في موضوعات مثل: الفن والدراما، القانون وعلم الأخلاق وحتى الفلسفات الوجودية والعدمية.
ويلفت المؤلف انتباه القارئ إلى أن عداء الغرب الحالي للإسلام ليس مجرد امتداد للعداء التقليدي والصدام الحضاري المسلح بين الإسلام والغرب منذ الحملات الصليبية، وإنما يرجع إلى تجربته التاريخية الخاصة مع الدين، وإلى عجزه عن فهم الإسلام لسببين جوهريين، وهما طبيعة العقل الأوروبي “أحادي النظرة”، وإلى قصور اللغات الأوروبية عن استيعاب المصطلحات الإسلامية. وضرب لذلك مثالاً بمصطلحات الصلاة والزكاة والوضوء والخلافة والأمة حيث لا يوجد ما يقابلها في المعنى باللغات الأوروبية، وهو عندما يتحدث عن اليهودية أو المسيحية، فإنه يتحدث عنهما من واقع الصورة التي تعكسها الكتابات المصدرية التي اعتمدها أصحاب الديانتين أنفسهم، وعندما يتحدث عن عيسى وموسى عليهما السلام، فإنه يتحدث عن الشخصيتين كما صورهما أتباع عيسى وموسى. ومنطقه أنهما بهذه الصورة، فقط، كأن تأثيرهما التاريخي في العالم، بصرف النظر عن حقيقة ما ورد بشأنهما في القرآن الكريم مما لا يجهله المؤلف. وينهي “علي عزت” كتابه بتسبيحة بالغة الدلالة على موقفه النفسي تجاه المحن والخطوب التي تنزل بها الأقدار.
مؤلف الكتاب: علي عزت بيجوفيتش
الطبعة: الطبعة الأولى
دار النشر: مجلة النور الكويتية - مؤسسة بافاريا
عدد الصفحات: 417
مؤلف الكتاب: د. جمال الهوبي
الطبعة: الطبعة الأولى
دار النشر: مكتبة الطالب بالجامعة الإسلامية بغزة فلسطين
عدد الصفحات: 190
مؤلف الكتاب: فؤاد شاكر
الطبعة: العدد التسعون
دار النشر: مكتبة الاسكندرية
عدد الصفحات: 164
مؤلف الكتاب: مقداد يالجن
الطبعة: الطبعة الأولى
دار النشر: المطبعة المصرية و مكتبتها
عدد الصفحات: 142
مؤلف الكتاب: لجنة الدعوة الإلكترونية
الطبعة:
دار النشر: لجنة الدعوة الإلكترونية
عدد الصفحات: 14
التعليقات
نوال
24 ديسمبر، 2016 الساعة 4:34 مساءًجزاك الله كل الخير
وبارك الله فيك علي الكتاب
مروة
24 ديسمبر، 2016 الساعة 4:49 مساءًبارك الله فيك وزادكما الله علما وفضلا
نور
24 ديسمبر، 2016 الساعة 4:53 مساءًبسم الله الرحمن الرحيمسلام الله عليك ورحمة الله وبركاته
أسال الله على هذا العمل الجميل أنيعطيك نوراً في الدنيا والآخرة
farida
24 ديسمبر، 2016 الساعة 4:53 مساءًبسم الله الرحمن الرحيم
نشكركم على جميع المجهودات المبذوله
عبد الرحمن كمال
24 ديسمبر، 2016 الساعة 4:54 مساءًالموقع جميل جدا وجزاكم الله خيرااااااا كثيراااااا
شارك برأيك