هو ابن بلد المليون حافظ للقرآن الكريم ليبيا وأحد قراءها المشهورين، اقتحم عالم التجويد بالصدفة، فرب صدفة أنجبت مقرئا أجاد تلاوة القرآن وأوصله إلى العالمية بفضل خاماته الصوتية المتميزة وإتقانه لعلوم القراءات، إنه الشيخ داود عياد حمزة.

ولد المقرئ داود عياد حمزة يوم الجمعة 1 نونبر 1968، بالعاصمة الليبية طرابلس، توجهه لدراسة علوم تجويد القرآن، كان بمحض الصدفة، وبالضبط في سن العاشرة من عمره، حيث قام والده بإهدائه شريطا للمقرئ عبد الباسط عبد الصمد بمناسبة نجاحه في إحدى الامتحانات الدراسية، هدية كان لها وقع كبير في نفسية داود، حيث أعجب بصوت عبد الباسط وأحب تقليده غير أنه لم يفلح في ذلك.

عزيمة داود حمزة في تقليد تلاوة عبد الباسط لم تكن لتخمد مع أول محاولة فاشلة، حيث قرر بعدها دخول إحدى المدارس القرآنية في منطقته من أجل اكتشاف عالم التجويد وقواعد إتقانه، فكانت المدرسة بمثابة البوابة التي عرفته على مجموعة من المقرئين كمحمود صديق المنشاوي.

لم يعد دخول الشيخ داود حمزة إلى المدرسة القرآنية لمجرد غاية الاكتشاف، حيث أصبحت تظهر معالم مقرئ متمكن في الأفق، وذلك بفضل ما أبداه من قدرات صوتية متميزة في الترتيل، وهو ما جعل شيوخه الذين تتلمذ على أيديهم يشجعوه على حفظ القرآن “وهذا ما فعله عند بلوغه سن العشرين حيث أتم حفظه بعد عامين”.

خلال مساره المهني، تنقل الشيخ داود عياد حمزة بين ليبيا وكندا، حيث عين مدرسا للقرآن الكريم وهو لا يتجاوز 22 سنة من عمره، وتتلمذ على يديه الكثير من الطلاب الليبيين الذين أصبحوا فيما بعد من مشاهير القراء في ليبيا، كما عين إماما في صلاة التراويح بكندا لأكثر من 10 سنوات.

عرف الشيخ حمزة بنشاطاته المتنوعة، حيث شارك في العديد من الملتقيات والمسابقات المحلية والدولية التي نال فيها مراتب متقدمة على غرار السعودية، ماليزيا، جنوب إفريقيا، تشيكوسلوفاكيا، والجزائر، كما أنه يطمح إلى تسجيل أول شريط له بالطريقة المغربية التي تعتمد على التراث الأندلسي بسلمها الموسيقي ذو الدرجة الخامسة.